تملك عجمان تاريخ عريق وغني يعكس تاريخنا الساحلي والإسلامي
إن الموروث الثقافي الغني الذي تزهو به عجمان والتقاليد العريقة ليست سوى وليدة تأثيرات مختلفة مرت عليها طوال آلاف السنوات. حيث يعود تاريخ الإنسان في الإمارة إلى عام 3000 قبل الميلاد بحسب عمليات التنقيب في مواقع أثرية في أنحاء المنطقة. فمتحف عجمان يعرض الآثار التي تم اكتشافها عام 1986 في مدافن قديمة في منطقة المويهات وتتضمن الأواني الفخارية المميزة التي مازال أسلوبها طاغياً على الفخاريات التي تنتجها عجمان اليوم.
يعود تأسيس الإمارة الحديث إلى عام 1816 عندما اتخذت قبيلة النعيم مستقراً ثابتاً لها على الساحل، وشرعت بصيد السمك واستخراج اللؤلؤ حيث شكل هذان القطاعان الصناعتين الأساسيتين في منطقة الخليج على مدى قرون. وكانت عجمان في الواقع تعد أكبر مركز لصناعة المراكب، وقد شهدت على صناعة الآلاف من مراكب الدوا التي كانت تبحر في الخليج العربي في أحواض بناء السفن مستخدمة مهارات متوارثة عبر الأجيال.
مع ازدياد القوة البريطانية البحرية في منطقة الخليج العربي في منتصف القرن الثامن عشر دخلوا في صراع مع قبيلة القواسم في الشارقة الذين شنوا هجوماً على السفن البريطانية، فكانت النتيجة أن أطلقت بريطانيا لقب ساحل القراصنة على المنطقة وشنت غارات ضد القواسم.
وقعت بريطانيا عام 1820 معاهدة سلام مع تسعة من الحكام الشيوخ بما فيهم عجمان. وفي عام 1853 وقعت معاهدة السلام الدائم، يوجد نسخة منها في متحف عجمان، ربطت المنطقة – التي صارت تعرف باسم الإمارات المتصالحة- ببريطانيا.
انسحبت بريطانيا من المنطقة عام 1968 وأدرك الحكام الشيوخ أن اتحادهم ودمج قواهم سيضمن لهم حضوراً أكبر ومكانة أقوى في منطقة الشرق الأوسط. وشهد عام 1971 على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة الذي ضم كلاً من إمارة عجمان والشارقة وأبو ظبي ودبي والفجيرة وأم القيوين واتبعها انضمام إمارة رأس الخيمة في عام 1972.